لوائح ومجالس الجنوب والبقاع البلدية ،، إستنساخ لنفس التجارب : تهميش للمستقلين وغياب للكفاءات

الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامة
هل تتمكن عقلية المحاصصة من مواجهة ضرورات ألإنماء وإستنهاض القرى المدمرة !.
……………
قبل أيام من موعد الإنتخابات البلدية وإلإختيارية في محافظتي الجنوب والنبطية ،،وبعد أيام من إنجاز الإنتخابات في محافظتي بعلبك الهرمل والبقاع ،،وما بين كل ذلك من فوز عشرات اللوائح بالتزكية. ، يبقى السؤال الذي يطرحه أي موطن ،،هل جاءت هذه ألإنتخابات على مستوى التحديات التي تواجهها بلديات قرى ومدن الجنوب والبقاع ، وهل ستؤسس لمرحلة مختلفة من ألإنماء ،،وفق ما يأمله ،،أبناء هذه المناطق على مستوى ،،البنى التحتيه وما تحتاجه هذه المناطق من إنماء ومشاريع تطال كافة حياة المواطن ،،بما في ذلك ملفات البيئة وقضايا التعليم الرسمي وتوفير مقومات الحياة ؟.
في ظل واقع الإنهيار المالي وإلإقتصادي وإلإجتماعي الذي يضرب البلاد طولا وعرضا ، سيأتي من يقول إن الحديث عن توفير البنى التحتية وتحسين قضايا البيئه وتوفير مقومات الحياة ،،هو من شبه المستحيلات ،،خصوصا مع تفشي حال الفساد والسرقات والنهب ،،ومع بلد تتأكله المذهبية وعفنها ، ،لكن من بديهيات الأمور أقول إنه مع تضافر جهود المخلصين في اي قرية ومدينة ،،يمكن توفير مقومات الحد ألأدنى بتلاوينها المختلفه .
[ ألإنتخابات في كل لبنان ليست أفضل حالا ،،وتحولت لحلبات ملاكمة ].
لكن مع ما وصلت إليه أحوال قرى ومدن الجنوب والبقاع ،،خاصة في القرى الأمامية، ،فالمصاعب وألأزمات تضاعفت عشرات المرات ، حيث تعرضت عشرات القرى لشبه تقديم كامل ، ومن ضمنها مؤسسات الدولة الصحية والتعليمية وما إلى ذلك ،،عدا التدمير الكامل للبنى التحتيه ،،من مياه وكهرباء وهاتف وما إلى ذلك ،،ما يفترض من المعنين بالدرجة الأولى ومن القوى الأكثر حضورا ثانيا ،،ومن كل الحريصين على تأمين مقومات الصمود ،،ثالثا ،،التعالي فوق المصالح الشخصية والحزبية ،،وبالتالي ،،فأي مراقب لعملية تشكيل اللوائح وطبيعتها يكتشف سريعا ،،مجموعة ثغرات وأخطاء لا تعوض ،،مهما كان الجهد والعمل المبذول لأي مجلس بلدي ،،بل يتأكد أن العقلية وإلإداء الذي تحكمت وتتحكم بمنظور العمل البلدي ،،لم تخرج عن عقلية المحاصصة من هنا ،، وتسجيل النقاط في مرمى الأخر من جهة ثانية ،،بعيدا ضرورات حاجة بلدات وقرى الجنوب ولو في حدود معينة ،، وهذه السقطات والنظرة الإحادية التي تعبر عن حسابات حزبية صغيرة تظهر ألأتي :
_أولا : كان من الضروري ،،إحداث زلزال إيجابي ،،في بيئة الثنائي، ،وتحديدا في الجنوب والبقاع ،من خلال الإتيان بأشخاص من ذوي إلإختصاصات والكفاءات ،،وأن تتعدى قضية التمثيل الحزبي البعض القليل،، حتى تتضافر جهود الجميع لأجل ألإنهاض بقرى وبلدات الجنوب والبقاع عبر عملية إنماء شاملة ،، وليس أن يبقى العمل البلدي ،،للوجاهة ،،أو لغايات حزبيه ،،خاصة في قرى الحدود مع المحتل الإسرائيلي ، وهذا الواقع الذي أنتجته وتنتجه عقلية التعاطي مع الشأن البلدي ، لا يغير فيه،،، وجود طفرة في الترشيحات ،،فكثرة المرشحين لا تعني أن الخيارات صائبة ،،خصوصا عندما تسيطر المحاصصة، في تشكيل اللوائح و عمل المجالس البلدية .
_ ثانيا : في قرى ومدن الجنوب والبقاع ، ،وإستطرادا ،،حيث توجد بيئة المقاومة وجمهور الثنائي ، ،فلا وجود لقوى على خصام حاد مع الثنائي ،،رغم الكثير من التمايزات في الملفات الدخلية ، ،وبالتالي ،،فالأكثرية الساحقة تؤمن بخيار المقاومة، ،وبالخطر الصهيوني على لبنان ،،أرضا وشعبا وسيادة وثروات ،،ما يعني أن وجود إجماع عائلي وسياسي ،،إلى جانب إشراك الكفاءات وإلإختصاصات ، يمثل عامل قوة ،،وليس عامل ضعف لأي فريق سياسي .
_ثالثا : إن أي مراقب لتشكيل لوائح الثنائي، ،يلاحظ دون كثير عناء أن نفس السياسات السابقة مازالت هي نفسها ،،رغم الحاجة لكي تكون المجالس البلدية ،،من رئيسها ،،إلى أعضائها ،،مشكلة من التنوعات السياسية والشعبية ومن وجود كفاءات فيها ،،يكون لها القدرة على الإنماء وعلى الجمع وليس التفرقة. وهنا لا بد من ألإشارة ،إلى أن طبيعة اللوائح والمجالس البلدية في باقي المناطق اللبنانية ،،ليس أفضل حالا ،،بل بالعكس ،،تحولت في معظمها لحروب داحش والغبراء ،،خاصة ،،حيث وجود للقوات اللبنانية وبالتالي ،، فالمواطن الجنوبي أو البقاعي كان يأمل حصول تغيير في عقلية توزيع المجالس البلدية، ،نظرا للغياب التام للدولة ومؤسساتها والحاجة لكل مقومات الحياة لأبناء الأرياف .
في الخلاصة ،،فطالما ،،حصل ما حصل ،،وتشكلت اللوائح ،،وأنتجت مجالس بلدية على طريقة ” هيدا إلك ،،وهيدا إلي ،،” الخوف أن لا تتحول هذا المجالس ،،إلى حلبات للمصارعة ،،ويصبح ألإنماء من الماضي !.