مقالات

إنطلاقةُ حماس.. وزخَمُ المقاومةِ والنضال حتى التحرير والعودة.. بقلم د. احمد عبد الهادي

بقلم ممثل حركة حماس

د. احمد عبد الهادي

انطلقت حماسُ منذُ سبعةٍ وثلاثينَ من السّنين… فزخَّمت نضالَ شعبِنا وكفاحِهِ الذي خاضهُ أَلافٌ من المناضلين والمجاهدين السَّابقين… وراكمت عليهِ إنجازاتٍ وطنيَّةٍ عظيمةٍ أَبهرت العالَمين… وأَحيت الأملَ لدى شعبِنا بتحرير فلسطين… وبَنَتْ مقاومةً قويَّةً ومُقتدِرةً أَخافت الصهاينةَ المجرمين… وفَتَحتْ مرحلةً جديدةً من المواجهاتِ الكبيرةِ مع المحتلين…

فبعدَ عمليَّاتٍ بطوليَّةٍ واستشهاديَّةٍ خاضها القسَّاميُّونَ في غزَّةَ والضَّفةَ مع باقي المقاومين… كانت “الفُرقانُ” فارِقةً لمرحلتينِ بيننا وبين “الإسرائيليِّين”… تلتها “حجارةُ السجِّيل” التي أَسقطت صواريخَ ال “أَم 75” على “تلِّ أبيبٍ” لأَوَّلِ مرَّةٍ، فأَحدثت صدمةً للعدوِّ وفرحةً للفلسطينيِّين… ثمَّ عَصَفَتْ معركةُ “العصفِ المأكولِ” بالكيانِ وثبَّتتْ معهُ معادلاتِ ردعٍ متين… ثُمَّ نادى بعدها المسجدُ الأَقصى واقسَّاماهُ، فأَشهرَتْ غزَّةُ والضَّفَّةُ وكلُّ فلسطينَ في معركةِ “سيفِ القدسِ” سيفَها وطَعَنَتْ بهِ المستوطنينَ الذين دخلوا الأَقصى مُدنِّسين… وقادتَهم الذين كانوا لهم مشجِّعين وداعمين… وارتقى خلالَ تاريخِ نضالِ “حماسٍ” شُهَداءُ كُثُرٌ ومنهم قادةٌ عِظامٌ تقدَّمَهُمُ “الياسين”… وانتقلَ بذلكَ مشروعُنا الوطنيُّ نقلاتٍ نوعيَّةٍ نحوَ التَّحرُّرِ وإِعادةِ اللاجئين…

وفي لحظةٍ تاريخيَّةٍ باركَها ربُّ العالمين… انطلقَ “الطُّوفانُ” الهادرُ وصَدَمَ الكيانَ وهزَّ أَركانَهُ بسواعدِ القسَّاميِّينَ ومعهُم إِخوانَهم المقاومين الآخرين… وقد كانَ الصهاينةُ حينَها غافلينَ… ولهذا الهجومِ غيرَ متوقِّعين… وفرضت فلسطينُ نفسَها أَمامَ العالمِ أَجمعين…

وردَّ العدوُّ المجرمُ بعدوانٍ إِرهابيٍّ على غزَّةَ لم يحدُث مثلُهُ في السَّالفين… بدعمٍ وغطاءٍ أَميركيٍّ مستمرٍّ لم ينقطع مُنذُ ذلكَ الحين… غيرَ آبهٍ بأَيِّ اعتباراتٍ أو مواثيقَ أَو قوانين… فظهرَ وجهُ الكيانِ الوحشيِّ النَّازيِّ على حقيقتِهِ أَمامَ أَعينِ النَّاظرين…

فردَّت المقاومةُ باقتدارٍ وإبداعٍ وصَمَدَتْ وأَثخنتْ بالجيشِ الصهيونيِّ اللعين… وصَمَدَ شعبُنا أَيضاً صموداً غيرَ مسبوقٍ أَبهَرَ كُلَّ المُتابعين… رغمَ التَّضحياتِ الهائلةِ التي يُقدِّمُها مُحتضِناً المقاومين… على أَعينِ النَّاظرين وفي ظلِّ صمتِ الصَّامتين

وإِنْ كانت أَكلافُ “الطُّوفانِ” كبيرةً وجعلتنا متأَلِّمين… خصوصاً أَنَّ من ضمنِها شهداءُ قادةٌ عظامٌ من المُكرَمين… “هنيَّةُ” و” السِّنوارُ” و”العاروريُّ” من فلسطين… ومن لبنانَ الشَّقيقِ “نصرُ اللهِ” و”صفيُّ الدِّين”… وعشراتُ الآلافِ من الشُّهداءِ كلُّهُم معَ النَّبيِّين والصِّدِّيقين والصَّالحين… فإنَّ نتائِجَهَا الاستراتيجيَّةَ ستظهرُ أَكثرَ بعد حين… فقد أَسَّس “الطُّوفانُ” لزوالِ الكيانِ الهجين… تنفيذاً لوعدِ الله في النَّصرِ المُبين… حتَّى وإِنْ بدا أَنَّه ما زال يُعربِدُ ويتوسَّعُ لبناءِ “إِسرائيلَ الكُبرى” ويبدو من “الفرحين”

وفي الذِّكرى السَّابعةِ والثَّلاثين… لانطلاقةِ حركةِ حماسٍ على يدِ القائدِ “الياسين” وإِخوانِهِ القادةِ المجاهدين… والتي أَدامَ تقدُّمَها وفاعِلِيَّتها واستمرارَها دماءُ الشُّهداءِ الميامين … والجرحى والأَسرى الأَبطالُ في الزَّنازين… والشَّعبُ العظيمُ إِذ احتضنها بقناعةٍ وحبٍّ وقدَّمَ من أَجلِها الغاليَ والثَّمين… فإنَّ حماسَ تسعى جاهدةً لكي تُرسيَ سفينةَ الطُّوفانِ على “جُوديِّ” العِزَّةِ والكرامةِ والنَّصرِ بعونِ ربَّ العالمين… ويفرحُ شعبُنا حينَها وأُمَّتُنا بنصرِ اللهِ والأَحرارُ في العالمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى