مقالات

السلام بالقوة…الكنيست يوافق على ضم الضفة الغربية!د. ا. نسيب حطيط

المقاومة الثقافية.

د. ا. نسيب حطيط



تواصل إسرائيل والولايات المتحدة ،تقديم الأدلة للمهرولين نحو السلام للذين يسعون لنزع سلاح المقاومة والقضاء على أي فكر تحرري مقاوم، فبعد إبادة غزة وتدميرها، وإسقاط سلطة حماس، وتعيين هيئة استعمارية لإدارة القطاع بثنائية أمريكية_بريطانية، لمحو هويتها الفلسطينية، وإجهاض مشروع الدولة الفلسطينية وحل الدولتين، تستعد إسرائيل لحرب أخرى ضد فلسطين وشعبها، ، وحتى ضد السلطة الفلسطينية الهشّة والتابعة للاحتلال،فقد صوّت الكنيست الإسرائيلي، بالتزامن مع وصول نائب الرئيس الأمريكي، على إعادة ضم الضفة الغربية إلى السيادة الإسرائيلية، مما يعني إلغاء اتفاقيات “أوسلو” وكل وعود حل الدولتين!.
نذكّر هؤلاء الذين يسعون وراء السلام الوهمي والإزدهار المخادع، بأن إسرائيل وأمريكا ،لا تلتزمان بأي اتفاق أو عهد،فهما لا تريدان السلام لأحد، بل تريدان الإستسلام والخضوع والاستعباد، فمن استسلم طواعية عاش عبداً، ومن لم يستسلم فسيلقى الحرب والحصار ،لإجباره على الإستسلام وإعلان ولائه، وإلا فمصيره القتل والإبادة والتدمير… ونسأل هؤلاء الأغبياء أو العملاء.
ماذا فعلت إسرائيل وأمريكا بعد توقيع إتفاقيات التطبيع والسلام؟

  • بعد 30 عاماً من توقيع اتفاقية أوسلو والتعهد بإعلان الدولة الفلسطينية، عادت إسرائيل لإبادة غزة وأعادت استعمارها، وصوتت على إعادة ضم الضفة الغربية، لتنهي 30 عاماً من الكذب والوعود وإسقاط الدولة الفلسطينية بالتصويت في الكنيست والإبادة في غزة!
  • أسقطت إسرائيل اتفاقية “فض الإشتباك” مع سوريا الموقعة عام 1974، واحتلت الجولان، واعترف ترامب بسيادة إسرائيل عليها، وهي تحتل الجنوب السوري وتعلنه ضمن السيادة الإسرائيلية.
  • وقعت إسرائيل اتفاق وقف النار مع لبنان عام 2006 وصدر القرار 1701،المشؤوم ووقعت اتفاق وقف النار في تشرين الثاني 2024، لكنها لم تلتزم بأي قرار، وعادت لإحتلال قرى الجنوب مع انتهاك للسيادة اللبنانية براً وجواً وبحراً.
  • وقعت أمريكا الاتفاق النووي مع إيران بحضور أوروبي وروسي، لكنها تراجعت عنه وألغته من طرف واحد.
    أعلن “ترامب” أنه سيعتمد استراتيجية السلام التي تُفرض بالقوة وتتناقض مع السلام القائم على القوانين والعدالة الإنسانية وصون حقوق المظلومين الذين سلبت أمريكا وإسرائيل حقوقهم.
    عندما كان للعرب قوة، عرضت إسرائيل “الأرض مقابل السلام” وعندما ضَعفوا ، تحولت إسرائيل إلى المطالبة بـ “السلام مقابل السلام”. ومع تزايد ضعف العرب وتطبيعهم، أصبحت المعادلة هي”السلام مقابل الازدهار الاقتصادي المظلِّل” وعندما ضَعُفوا أكثر ، وانحازوا إلى العدو الإسرائيلي والمشروع الأمريكي، تحوّلت المعادلة إلى”السلام بالقوة” عبر الضغط، والحصار، والقصف، والقتل، والإبادة، وإلغاء القوانين الدولية، وفرض السيادة الإسرائيلية والأمريكية على الأنظمة والشعوب والأحزاب والمؤسسات الدينية والثقافية في المنطقة التي كانت تُعرف بالعربية، مع التخطيط لتبديل اسمها إلى “إسرائيل الكبرى” أو “الشرق الأوسط الأمريكي الجديد”. أما بالنسبة للمسؤولين اللبنانيين الذين يسارعون لنزع سلاح المقاومة ويسعون للتفاوض لتوقيع سلام مع إسرائيل ،ونسألهم..
    ألا ترون ولا تسمعون نتائج اتفاقيات السلام السابقة في فلسطين وسوريا والأردن؟
    ألم تستفيدوا من تجربتكم في مفاوضات الغاز الخاسرة (قضية كاريش)، وفي مفاوضات وقف إطلاق النار في تشرين الماضي، وفي القرار 1701 المشؤوم والقرار 425 الذي تجاوز عمره الأربعين عاماً دون أن تنفذه إسرائيل؟
    نعلم أنكم لا تستطيعون المواجهة العسكرية المباشرة مع إسرائيل، وأنكم مضطرون لتنفيذ المهام التي كلفتكم بها أمريكا مقابل وصولكم إلى السلطة ونعلم أيضاً بوجود أحزاب متحالفة تاريخياً مع العدو الإسرائيلي أو شخصيات منحازة له علانية… ولكن، من أجل تحسين الشروط وصون الحقوق وبعض من الكرامة والعزة، لا تفرطوا بأوراق القوة التي لا تزال في أيدي لبنان، وفي مقدمتها المقاومة التي لم تنتهِ والتي تتعافى، والتي تستطيع في اللحظة المناسبة تحسين شروط التفاوض عبر منهج “التفاوض بقوة” ضد منهج “السلام بالقوة” كما لا ينبغي التفريط بورقة القوة اللبنانية المتمثلة بالوحدة الوطنية، وتجنب جر الشعب إلى حرب أهلية أو فتنة طائفية. فاوضوا وأنتم أقوياء، فربما تنجحون في تأمين السلم والأمن للبنان. أما إذا فاوضتم وأنتم ضعفاء، فستخسرون الأرض والسيادة والأمن والسلام، وستربحون بطاقة “عبيد لإسرائيل”، وسيكون مصيركم كما مصير عملاء إسرائيل في لبنان على بوابة فاطمة او ارصفة الشوارع ، وكما كان مصيرهم في غزة الآن.
    هل تستطيعون إعطاء إسرائيل، أكثر مما أعطاها محمود عباس…ثم استغاث في المم المتحدة ، بحماية الفلسطينين كحيوانات؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى