مقالات

هل اثّرت معركة كورسك على عمليات الجيش الروسي في جبهة دونيتسك ؟-عمر معربوني- خبير عسكري


عمر معربوني / خبير عسكري

– خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية .


قد يسأل البعض لماذا هذا السؤال ، والحقيقة انه مرتبط بالكثير من الضخ الاعلامي الغربي الذي يخالف الوقائع ويضخم في نتائج عملية الخرق الاوكرانية في مقاطعة كورسك .
في المتابعة الدقيقة يمكن الجزم ان القوات الاوكرانية تحولت منذ ايام من وضعية الهجوم الى وضعية الدفاع المتحرك في المناطق التي توغلت فيها وهي الان تتعرض لعمليات قصف مستمرة من الجو واسلحة المدفعية بوتيرة كلفتها الاف القتلى ومئات الاليات من بينها عشرات الدبابات ، علما ان هذه القوات تم زجها من احتياطي المعركة على جبهة دونيتسك وهو ما تعرفه القيادة العسكرية الروسية وتستثمر فيه عبر رفع وتيرة التقدم على جبهة دونيتسك .
اولا : ان كامل اهداف التوغل الاوكراني قد انتهت في بعديها الاستراتيجي والعملياتي على الرغم من محاولة قطع الامداد على القوات الروسية من خلال قصف جسرين على نهر ” سيم ” بهدف تأخير الاصطدام بالقوات الاوكرانية التي تعاني من نقص حاد في الامداد .
ثانيا : لم تستطع القوات الاوكرانية الوصول الى محطة كورسك النووية وهو الهدف الرئيسي اضافة الى اعاقة الهجمات الروسية على جبهة دونيتسك .
ثالثا : اختارت القيادة الروسية نمط العمليات الدقيقة في معالجة بقايا القوات الاوكرانية المتحصنة في بعض القرى والبلدات تحاشيا لتدميرها انطلاقا من اعتماد اجراء مكافحة الارهاب وليس عمليات الحرب .
رابعا : منذ اسبوع حتى اللحظة استطاعت القوات الروسية التقدم مسافة ٦ كيلومترات في خطوط الدفاع الاوكرانية الحصينة وكان اخرها اليوم عبر تحرير مدينة ارتيوموفو الهامة التي تعتبر مفتاح التقدم الى مدينة باكروفسك الاكثر اهمية .
في التوقعات : كما اشرنا سابقا استطاع الجيش الروسي احتواء الهجوم الاوكراني والمسألة مرتبط بالوقت حتى يتم اخراج كامل من تبقى من قوات الجيش الاوكراني وهو امر مؤكد .
اضافة الى ذلك فان العديد الذي وضعه الجيش الاوكراني لتنفيذ عملية كورسك وهو من احتياطي جبهة دونيتسك سيكون له اثر سلبي على الجانب الاوكراني من الجبهة بالنظر الى الخسائر الكبير التي تكبدها الجيش الاوكراني .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى