مقالات

بعد الموقف الحاسم لقائد الثورة الخامنئي ، إيران في تحدٍ وجودي غير مسبوق ..أياد السماوي


اياد السماوي – غوبنهاغن
يبدو أنّ قائد الثورة السيد علي الخامنئي قد وضع النقاط على الحروف وحسم خيارت بلاده من المفاوضات التي ستجري مع الترويكا الأوربية قبل بضعة أيام من نهاية موعد تطبيق العقوبات القصوى ، حول برنامج إيران النووي ، فالمفاوضات بالنسبة للمرشد الأعلى لن تخدم مصالح إيران وبالنهاية فإنها ستصل إلى طريق مسدود .. حيث أوضح المرشد الأعلى في رسالة مسجلّة ( إنّ إيران لن تستسلم للضغوط الغربية التي تمارس عليها للتخلي عن تخصيب اليورانيوم ، مضيفا لم ولن نستسلم للضغوط في قضية تخصيب اليورانيوم وفي أي قضية أخرى ) ..
خطاب المرشد الأعلى واضح جدا ولا يحتاج إلى توضيح ، وبهذا الخطاب الحاسم ، أنهى سماحة السيد الخامنئي أيّ آمال من تحقيق تقدّم في هذه المفاوضات ، وهو يعلم جيدا أنّ أمريكا وإسرائيل ومعهم دول الترويكا الأوربية لن ولن يقبلوا سوى باستسلام إيران غير المشروط ، وهذا ما يعيه ويدركه المرشد الأعلى ومن وراءه الشعب الإيراني ..
وبهذا تكون الحرب قد أصبحت قاب قوسين أو أدنى ، لكن لربّما هذه المرّة ستكون أوسع وأشمل ، وأهدافها ستتجاوز البرنامج النووي الإيراني ، وتحديدا النظام نفسه و وحدة إيران ..
لكن بالمقابل ، هل تدرك القيادة الإيرانية حجم التهديد الوجودي الذي ينتظرها ؟ أنا شخصيا أعتقد جازما نعم تدرك هذا التهديد وبوعي تام ، وأعتقد أيضا أنّ إيران قد تهيأت لهذا السيناريو جيدا ، وأعتقد أيضا أنّ إيران إذا ما قررّ الغرب ومعهم أمريكا وإسرائيل إزالتها من الخارطة ، فإن الزوال من الخارطة لن يكون لإيران وحدها ، وأعتقد أيضا أنّ أيّ عدوان جديد على إيران ، سيدفعها إلى ما لا تريده إسرائيل وأمريكا والعالم الغربي .. وفي تصوري أنّ هذا السيناريو واقع لا محالة ، وسيصحو العالم على خمسين قنبلة نووية قد أمتلكتها إيران ، بعدها سيتحقق الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط وتصبح المفاوضات مع إيران من أجل شرق أوسط خالٍ من الأسلحة النووية ..
أياد السماوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى