شؤون عربية
اليمن ، المعادلة الصعبة / باحث استراتيجي

عمر معربوني | باحث في الشؤون السياسية والعسكرية – خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية.
- بعيدا عن البروباغندا كسلوك يرافق المواجهات اينما كانت ، يتخذ مسار المواجهة بين اليمن من جهة واميركا والكيان الاسرائيلي من جهة اخرى منحى يرتبط بلحظات دراماتيكية تتعارض مع منطق موازين القوى وتقييمها بابعاد كلاسيكية
- شكّل دخول اليمن على خط المواجهة بعد معركة طوفان الأقصى المفاجأة غير المتوقعة لاميركا والكيان الإسرائيلي لجهة القدرة على التأثير في مسار المواجهة .
- الخطوة اليمينة الأولى كانت الاعلان عن اسناد غزة عبر استهداف السفن الاسرائيلية المتوجهة لمرافيء فلسطين المحتلة ولم يستطع حلف ” حارس الازدهار ” المدجج بأعتى انواع الأسلحة وأكثرها تقدماً من القضاء على القدرات اليمنية العسكرية التي شكّلت مفاجأة كبيرة لجهة نوعيتها وتأثيرها والتي تتصاعد وتيرة استخدامها وناتج استخدامها بشكل يومي ، فقد استطاعت القوات المسلّحة اليمينة ان تُخرج الحاملة الرابعة من حاملات الطائرات الأميركية هاري ترومان من مسرح العمليات وأن تجبرها على الانسحاب نحو قناة السويس وهو ما حصل مع الحاملات التي سبقتها .
- يسود الآن مشهد واضح لا لبس فيه وهو الإشتباك اليومي مع حاملات الطائرات والقطع المرافقة لها وكذلك الإستهداف اليومي لأهداف عسكرية في الكيان الإسرائيلي كان آخرها اليوم عبر استهداف مطار بن غوريون .
- في ناتج هذه المواجهة لا بدّ من تأكيد ما يلي :
1- اسقاط 22 طائرة أميركية مسيّرة من طراز MQ-9 وهي بحسب التصنيف الأميركي من اهّم ما انتجته اميركا في هذا المجال ، إضافة الى ان اسقاط هذه الطائرات سيضرب الدعاية الأميركية ويحرمها من القدرة على تسويقها وبيعها ، كما ان اسقاط هذه الطائرات يحرم اميركا من تنفيذ عمليات الإستطلاع اللحظي القريب وكذلك الإستهداف الدقيق ممّا يؤثر على قدرة اميركا في تشكيل بنك اهداف ويمنح اليمن هوامش مناورة عالية في تحريك الأسلحة واستخدامها .
2- اجبار كل حاملات الطائرات الأميركية على الإبتعاد مسافات طويلة عن اليمن واحباط مهامها ما سيؤدي الى تقويض الهيبة الأميركية .
3- ادّت العمليات اليمينة الى اغلاق ميناء ام الرشراش ( ايلات ) بشكل نهائي وتكبيد الكيان خسائر اقتصادية ضخمة .
4- تنامي وتصاعد حالة الذعر في صفوف المستوطنين وهو امر لا يمكن للكيان تحمله كثيراً .
5- انكشاف وفشل منظومات الرصد والدفاع الجوي الأميركية والإسرائيلية وعدم قدرتها على منع عمليات الإطلاق اليمنية .
إضافة الى ما تقدّم ذكره يسجّل اليمن تقدماً كبيراً في الجانب الإستراتيجي ستظهر تأثيراته على المدى المتوسط والبعيد . - في الإستراتيجيا قاعدة أساسية لا يمكن تجاهلها : حيث تصل نيرانك يصل تأثيرك ، واليمن اطلق صواريخ الى المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط وما بينهما ما يعني ان اليمن سيكون حُكماً شريكاً اساسياً في رسم وتثبيت الجغرافيا السياسية للمنطقة .
- من خلال العمليات اليمينة يمكن الجزم بان اليمن غيّر في مفهوم المعركة البحرية ، فكما استطاعت أسلحة المضاد للدروع ان تُخرج الدبابة من الفاعلية الميدانية استطاعت صواريخ ومسيّرات اليمن ان تُرسي معادلة جديدة في البحر وان تحدّ من قدرة الأساطيل على حسم المعركة وهو ما سيكون له تداعيات سلبية على قدرات الهيمنة الأميركية التي تعتمد بشكل أساسي على الأساطيل كادوات ربط بين قواعد اميركا المنتشرة في العالم .
خاتمة : امام هذه التطورات الدراماتيكية يبدو اليمن معادلة صعبة تشكل للأميركيين والصهاينة معضلة كبرى يصعب إيجاد حلول آنية لها ويعقد عليهما إمكانية تنفيذ مشاريعهما بسهولة كما يرغبان وهو أمر حلول سريعة وقريبة له ستفرض على اميركا نمط تعاطي مختلف اذا ما استطاع اليمن الإحتفاظ بقدراته .