“سيد الثغور”: للكاتب والروائي والإعلامي العراقي عبدالرضا الحميد.

صدرت في العاصمة العراقية بغداد الطبعة الثانية من كتاب ( سيد الثغور ) للكاتب والروائي والإعلامي العراقي عبدالرضا الحميد.
الكتاب يتوخى رصدا قريبا لمآثر الشهيد الكبير حسن نصر الله في مقاومة الاحتلال الصهيوني المتوحش، ومناقبه الجليلة في تشييد مقاومة عقائدية مؤمنة تضع الشهادة في اعلى مراتب الحياة وتستقبل الموت من أجل تحرير الارض العربية والانسان العربي من الجور والاستعباد الصهيوني الغربي المركب.
يقع الكتاب الصادر عن دار الصحيفة العربية ببغداد في 288 صفحة، وضم بين دفتيه قصائد تغنت بسيرة الشهيد الكبير ومقالات بحثت في ضفاف هذه السيرة وتأثيراتها الملهمة في صناعة النصر .
الكاتب الحميد استهل كتابه بثبيت رسالة كان قد بعث بها من دمشق الى سماحة السيد الشهيد في العام 2017عبر فيها عن العمق الوجداني والروحي الذي تركه الشهيد وهو يقارع العدوان الصهيوني في صفحات مواجهة متعددة، في نفوس العرب والمسلمين.
يقول الحميد في خاتمة تلك الرسالة:
” لكنك تعني لي غفاريا آخر،
غفاريا عاش وحده
ومات وحده
وتقوم قيامته يوم الدين وحده،
بعد ان مشى في الأرض بزهد ابن العذراء مريم.
لكنك تعني لي رجلا قل نظيره،
رجلا اشدد بيديه حيازيم ابنه للموت،
ولم يطرف له جفن،
ولم يتلجلج له لسان،
ولم يهن ولم يحزن.
لكنك تعني لي رجلا في زمن ندرت به الرجولة،
فاسمح لي ان اصافحك رجلا تعلمت منه كيف يمكن إن أكون رجلا فانتصر.”.
ويكشف الحميد ان السيد الشهيد كان “المبتلى بتحديد اتجاه البوصلة، واتجاه فوهة النار، سواء في فلسطين ولبنان ضد العدو الصهيوني أم في العراق ضد العدو الآميركي الأطلسي.
فحين حفلت الخطابات الدينية لبعض رجال الدين، والخطابات السياسية للكثير من الحركات والأحزاب بعبارات بدت كما لو أنها ذر للرماد في العيون هدفها التضليل والتعمية وإخفاء إشتغالاتها السياسية الخفية ، ومن هذه العبارات ( أن مقاومة الاحتلال الصهيوني الأميركي الغاشم حق طبيعي تكفله الأعراف والقوانين الدولية)، وأحجمت تلك الخطابات عن توكيد وجوبية المقاومة، نهض السيد الشهيد ليعلنها صريحة قوية هادرة، لا لي فيها ولا اعوجاج، وقدم شبله محمد هادي، فديا لها، أن تلك المقاومة واجب حتمي ، شرعي إسلامي ، وشرعي وطني ، وشرعي قومي ، وشرعي إنساني ، وشرعي شخصي ،على كل فرد من أبناء الأمة ، واحسب أن إغفال هذا التأكيد من بعض رجالات الدين ورجالات السياسة مرده إلى عاملين أساسيين أولهما محاولة أولئك تبييض سلوكياتهم السوداء الباطنية وهي تنغمس في حفريات العمليات السياسية بكل فجائعها ومصائبها التي دفع شعبنا وأمتنا جراءها سيولا من الدماء ، وأهرامات هائلة من الأموال والثروات ، وخسران حاضرهما، وثانيهما إبقاء أنفسهم بعيدين عن ممارسة الفعل المقاوم للمحتل بكل الإشكال ، وكأنهم يرون في المقاومة فعلا يأتيه أناس آخرون وليس هو من صلب واجبات المواطنة المحضة.
ويستشهد الكاتب الحميد بما دونته مفكرة عربية كبيرة في مقال لها بعد استشهاد حارس الثغور ( على مدى أربعين عاماً أسس سيد المقاومة حزباً وحركة مقاوِمة تعيد للمستضعفين شعورهم بالعزة والكرامة وبأسهم في حماية بلدانهم، بعد أن اجتاح الكيان الغاصب بيروت والجنوب في عام 1982 وارتكب أبشع المجازر بحقّ المدنيين، وحرق المكتبات والمراكز الثقافية واغتال الكتاب والشعراء والمناضلين، فأخذ سيد المقاومة على عاتقه بناء حركة مقاوِمة لبنة في إثر لبنة بناءً أخلاقياً ومجتمعياً وسياسياً يشكّل النقيض الأبرز لكلّ إرهاب وهمجية الصهاينة. وعمل السيد حسن نصر الله ومنذ اليوم الأول على نشر ثقافة المقاومة وتنشئة أجيالها على الخلق الرفيع الملتزم بروح القرآن الكريم وأخلاق الرسل والصدّيقين والصالحين، وأصبح من خلال عمله وتربيته لكوادره هو القدوة والمثل وهو أيقونة ثقافة المقاومة الملتزمة والمسؤولة.
ونتيجة لهذا العمل الاستراتيجي العظيم تمكّن حزب الله من تحرير الجنوب من دنس العدو الإسرائيلي عام 2000، فكانت هذه هي المرة الأولى التي يدحر بها هذا الكيان الغاصب من أرض احتلها رغم عدم التكافؤ في ميزان القوى، ولكن إيمان المقاومين البواسل بحقّهم وأرضهم وإيثارهم تراب الأرض على أنفسهم قاد إلى النصر والتحرير. وعاد الكيان الغاصب لشنّ عدوان على لبنان عام 2006 غير مرتدع بما شهده عام 2000 فقط ليتم دحره مرة أخرى وتحقيق نصر تموز المؤزّر. واستمرّت المسيرة للحزب وقائده دفاعاً عن المعتدى عليهم في سورية وفلسطين، وفق منظومة قيمية أخلاقية إنسانية وتحررية لا تخشى في الله لومة لائم، إلى أن بدأ العدوان الغاصب والسافر على الـشعب الفلسطيني في غزة والضفة في تشرين الأول/أكتوبر 2023 فشكّل الحزب وقائده جبهة إسناد دفاعاً عن المظلومين والمعتدى عليهم).
وضم الكتاب قصائد مجدت الدور الريادي المقاوم للسيد الشهيد اختارها الحميد لكل من الشعراء نزار قباني واحمد مطر وعبدالرزاق عبدالواحد وعمر الفرا ومظفر النواب وتميم البرغوثي ووجيه عباس وحسين القاصد ووليد حسن وريم البياتي وعبدالكريم العفيدلي وأفضل فاضل وعامر عاصي وأيمن أبو الشعر وعلي وجيه وجاسم الصحيح ومعاذ الجنيد وعبدالمجيد الموسوي وباسم القطراني وحيدر زوير وحسن المرتضى وعبدالرحمن مراد وعبدالوهاب الشيخ وعادل العرجلي وحميد العركي ومحمد بلابل وهادي حسن الرزامي وزياد السالمي وحلمي زادة وكوثر البشراوي وروني ألفا.
كما ضم الكتاب مقالات كتبها الكتاب والباحثون والاعلاميون أحمد حسين والدكتور ادريس هاني وإيمان البطاط والسيد شبل والهامي المليجي وحيان نيوف ورفعت السيد أحمد وزاهي وهبي وزينب الطحان وسمية علي وعبدالفتاح البنوس وعبدالزهرة الهنداوي وعبدالله الحميد وعماد الحطبة وفيوليت داغر والدكتور محمد السيد أحمد وموفق محادين ونادية العبيدي ونظام مارديني وهيام وهبي.