ماذا بعد استشهاد القائد السنوار؟؟
ماذا بعد استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس القائد الشهيد يحيى السنوار؟ سؤال طرح خلال الساعات التي تلت الإعلان عن استشهاد “القائد المغوار” في قلب المعارك الشرسة بمواجهة العدو الاسرائيلي في قطاع غزة، سؤال طرحه بلا شك الجميع بدون استثنئاء: من محبي المقاومة وأنصارها في فلسطين ولبنان والمنطقة وأحرار العالم من جهة، ومن جهة ثانية طرحه الصهاينة وعلى رأسهم العدو الاسرائيلي ومن خلفه كل من يدعمه ويؤيده في الغرب والمنطقة لا سيما الجوقات الاعلامية والسياسية والدينية المطبلة للعدو وجرائمه في غزة ولبنان وتصويرها بأنها “إنجازات” تسجل له.وحقيقة ماذا بعد إرتقاء القائد الشهيد السنوار(أبو إبراهيم)؟ ماذا بعد إراقة كل هذه الدماء الطاهرة من غزة الى لبنان؟ وهو سؤال طالما طُرح في كل مرة يغتال العدو الاسرائيلي قائدا او كادرا من قيادات المقاومة في لبنان وفلسطين، فهناك من يعتقد ان اغتيال القائد السنوار وغيره قد يؤدي الى إضعاف حركات المقاومة او انه يهزها ويجعلها تراجع او تتنازل، ولا شك ان اغتيال قيادات من حجم القائد السنوار وقبله القائد الشهيد اسماعيل هنية وصولا لاغتيال الشهيد القائد الاسمى السيد حسن نصر الله(قده) وثلة من القادة والمجاهدين في المقاومة الاسلامية كلها تشكل محطات قاسية ومؤلمة لقلوب كل المحبين وللمقاومين، بينما كل الحاقدين والشامتين في البلدان المختلفة كما العدو سيفرحون لقتل هؤلاء القادة لما فعلوه بـ”إسرائيل” وكل محبيها وداعميها.
لكن هل يعتقد عاقل في هذا العالم ان اغتيال القادة الكبار يمكن ان يقضي على حركة مقاومة أو ينهي مسيرتها الزاخرة بالكفاءات او انه قد يجعلها تترك قضية الحق كله بمواجهة الكفر كله المشخصة اليوم بالقضية الفلسطينية بمواجهة االغدة السرطانية في هذه المنطقة؟ هي يعقل تصديق الأكاذيب الاسرائيلية والاميركية التي يتم بها خداع بعض السذّج في العالم بأن اغتيال قيادات المقاومة سيدفعها الى تقديم تنازلات هنا او هناك او انه قد يسمح للعدو بفرض شروطه اليوم سواء في غزة او لبنان؟ أليس كل من يفكر بهذه الطريقة هو واهم واهم واهم ولا يفهم الواقع بشكل جيد ولا يدرك ما يحصل فعلا في هذه البلاد من تضحيات طويلة عمرها عشرات السنوات، وبالموازاة خلال هذه الفترة تراكمت خبرات وقدرات وبُنيت مجتمعات متجذرة في الأرض والأوطان لا يمكن إزالتها مطلقا.
ولمن يتساءل حقا عن نتائج اغتيال الشهداء القادة على مسيرة المقاومة، يمكننا إحالته الى تاريخ المقاومة واغتيال شبابها وقيادتها، فماذا حل بحركة حماس منذ اغتيال قيادات كالمهندس يحيى عياش والشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وغيرهم؟ هل انكفأت الحركة وتراجعت وخف وهجها وضعفت حيلتها؟ وماذا حصل لحركة الجهاد الاسلامي منذ اغتيال مؤسسها الشهيد فتحي الشقاقي والشهيد بهاء أبو العطا والشهيد تيسير الجعبري وغيرهم؟ هل تراجعت الحركة او ارتقت وزادت قوة وصلابة؟ وماذا حلّ في مسيرة المقاومة الاسلامية في لبنان منذ اغتيال شيخ شهداء المقاومة الشيخ راغب حرب في العام 1984؟ وماذا حصل منذ اغتيال العدو الاسرائيلي للامين العام لحزب الله الشهيد السيد عباس الموسوي في العام 1992؟ ومن ثم ماذا حلّ في هذه المقاومة باستشهاد قادة كبار كالحاج علي ديب (ابو حسن سلامة) والحاج عماد مغنية والسيد مصطفى بدر الدين والحاج حسان اللقيس وغيرهم؟ أليس هذه الدماء كانت عاملا أساسيا في ارتقاء وازدياد قوة المقاومة واقتدارها وعزمها وثباتها وتحقيق الانتصارات التاريخية للامة بقيادة قائدها الاستثنائي الشهيد السيد حسن نصر الله.