من إعلام العبري حول اغتيال السيد الشهيد وايران والمحور والردع والاستراتيجيات
:
صحيفة “يسرائيل هيوم
اليوم التالي لـ نصر الله.. هكذا سيتأثر الشرق الأوسط.. المس بمكانة إيران وقدرتها على الردع
اعتبر د. دانييل سوفلمان، خبير العلاقات الدولية من الجامعة العبرية أن اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله، قد يؤدي إلى تغيير في ميزان القوى في الشرق الأوسط، والإضرار بمكانة إيران، التي قد تكون التالية في الصف.
وقال سوفلمان: هذه خسارة للاعب مركزي للغاية، ليس فقط في لبنان بل في الشرق الأوسط بأكمله، مشيرا إلى أن الاغتيال يمكن أن يؤدي إلى رد فعل قوي من جانب إيران وتغيير في ميزان القوى، وقد يدفع ايران إلى المضي قدما في برنامجها النووي.
وأضاف سوفلمان: الشعب الإيراني في حالة حداد، نظرا للأهمية التي ينطوي عليها اغتيال نصر الله، وحجم الضربة التي تلقاها محور الشر. إنه شخص فريد ورائع وجذاب للغاية، جعل من حزب الله اللاعب الأقوى في لبنان والأهم في المنطقة.
وقال سوفلمان: في الوقت الحالي ليس من المعروف ما هو تأثير ذلك على منظمة حزب الله. لكن الضرر الذي لحق بالمنظمة وبالشخص الذي يرأسها كان أولا وقبل كل شيء ضررا بهيبة إيران. فقد كانت العلاقة بين نصر الله وحزب الله وإيران فريدة من نوعها، والنظام في إيران كان يقدره ويحترمه، بعدما أصبح مرجعا للإيرانيين الذين يحترمون خبرته. وكان نصر الله في كثير من الأحيان أول شخص يتم الاتصال به في إيران، بما في ذلك لإجراء مشاورات مباشرة مع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي. بالتالي، أعتقد أن إيران ستتصرف انطلاقا من اعتبارات استراتيجية.
القضاء على نصر الله واحتمال حدوث تحول استراتيجي
بقلم: اللواء احتياط غيرشون هكوهين
لم يكن بإمكان يد بشرية التخطيط مسبقا للحدث المتزامن لخطاب نتنياهو في الأمم المتحدة والضربة الجوية الناجحة للقضاء على نصر الله. لقد خلق التزامن بين الحدثين مسارا أسطوريا لعمل الجيش الإسرائيلي. ولولا الهجوم الخاطف والناجح في بيروت، لكانت الصحف في بداية الأسبوع قد ركزت على الأرجح على تحليل الخطاب في الأمم المتحدة. ولكن في هذه الأثناء، حدث منعطف جريء في الحرب مع حزب الله، ولا يزال من الصعب تقييم أهميته الكاملة.
ما يجعل الحدث في الضاحية مساء السبت فريدا من نوعه هو السياق الذي حدث فيه، في خضم الحرب المستمرة، وبعد ما يقرب من عام من قيام حزب الله بإطلاق النار على الجزء الشمالي بأكمله من البلاد. كان الهجوم مضادا ومستهدفا، وانضم إلى سلسلة من الضربات الإسرائيلية التي بدأت بضربة اجهزة الاتصال، في 17 ايلول، واستمرت بالهجوم المضاد الذي استهدف إبراهيم عقيل ومجموعة قيادة قوة الرضوان.
خلافاً للاغتيالات السابقة – بما في ذلك تلك التي نُفذت في خضم العمليات – فإن اغتيال يوم الجمعة لم يحقق إنجازا تراكميا يتمثل في القضاء على كامل القيادة العليا لحزب الله فحسب، بل تم من خلال التركيز على نصر الله، التأكيد على الرسالة بأن إسرائيل نفسها قد شهدت تحولا، وسجلت نقطة في إدارة الحرب، وأنها مستعدة لتجاوز الخطوط الحمراء الواضحة أيضا.
في خضم فوضى الهجوم الجوي الإسرائيلي، تم تهجير حوالي نصف مليون لاجئ شيعي من منازلهم وانتقلوا شمالا. وهكذا تم إنشاء وسيلة ضغط قوية لإجبار إيران وما تبقى من قيادة حزب الله على إعادة التفكير في استمرار الحرب. ومن المؤكد أن إسرائيل يمكن أن تستغل هذه الظاهرة كأداة للضغط. وبالنسبة لحزب الله، باعتباره منظمة طائفية شعبية، فإن هذه الظاهرة صعبة بشكل مضاعف.
وعندما تنعي عائلات الطائفة مصيرها بعيداً عن منزلها المدمر، استعداداً لفصل الشتاء اللبناني، يثير النزوح غضبا يصل إلى حد عدم التصديق بهدف حزب الله الحربي. وحتى في سورية، بين أعضاء المعارضة الذين عانوا من وحشية قتال حزب الله في الحرب الأهلية، هناك فرحة بالعيد، بل وأكثر من ذلك.
من المؤكد أن القيادة في طهران منتبهة إلى أصداء الهزة الكبرى في لبنان وتدرس خطواتها. والقرارات الإيرانية ستعتمد على تقييم مجموعة التغييرات، ويجب الافتراض أن القيادة ستكون مهتمة بشكل خاص بموقف الإدارة الأميركية، ومستوى الدعم والمساندة الذي ستحظى به إسرائيل في المرحلة المقبلة في حال التحول إلى حرب إقليمية.
من المناسب في هذه المرحلة أن نبارك الهجمات الإسرائيلية الناجحة. لكن من الصعب التنبؤ بالخطوات التالية للحرب التي يمكن أن تستمر في العام الجديد.
ترجمة: غسان محمد