مقالات

الدواعش: هل اختفوا؟ أم أنهم ما يزالون نشطين أم هم في حالة كمون إرهابي – البروفيسور علي الهيل – الدوحة

البروفيسور علي الهيل – الدوحة
أو تنظيم أو فصيل الدولة أو الدولة “الإسلامية” في سوريا و العراق: من يؤسسها؟ من يمولها؟ و هل هي (بعبع) يستعمله الغرب و إيران و آخرون لتقسيم (الشرق الأوسط) أو لإعادة تشكيله؟
هل “لإسرائيل” دور فيها. ممكن لأن “إسرائيل” تتحدث عن “إعادة تشكيل الشرق الأوسط” ReConstruction of the Middle East.
هذه الأخيرة يبدو فشلت فيها “إسرائيل” و لم يعد (نتنياهو) يكررها. السبب في إستنتاجي الشخصي، لأن دولة قطر إستطاعت أن تستأثر بالدور الأكبر في خطة (ترامب) فيما يتعلق بالشرق الأوسط. بذلك، إستطاعت دولة قطر أن تقطع الطريق على (نتنياهو) و حزبه الفاشي لادعاء تشكيل (الشرق الأوسط) فبُهتَ الذي كفر. و هذا يعتبر الرد القطري الذكي على العدوان “الإسرائيلي” على الدوحة.
هذا بالضبط ما وعد به الأمير القطري في كلمته أمام مؤتمر القمة العربية /الإسلامية على إثر الهجوم الجوي “الإسرائيلي” الفاشل على دولة قطر، عندما قال أمير دولة قطر: إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يحلم بأن تكون المنطقة العربية منطقة نفوذ “إسرائيلية” و إن هذا وهم.
لا أستبعد أن تكون “إسرائيل” إحدى الجهات الداعمة و الممولة (لداعش) بشكل غير مباشر ربما، عن طريق أحد حلفائها في العالم العربي أو غيره.
تذكر (هيلاري كلينتون) وزير خارجية إدارة الرئيس (باراك أوباما) في كتابها: “الخيارات الصعبة
HARD CHOICES
أن إدارة (أوباما) تلكأت في الرد على حركة داعش في 2014 و تأخرت عن ذلك مما أوجد فراغاً سياسياًّ و أمنياً في كل من سوريا و العراق مما أدى إلى توسع نشاط داعش و أن السلوك الأمريكي كان متعمداً كما يمكن أن يُستنتج من الكتاب.
ثمة محللون أشاروا إلى أن (هيلاري كلينتون) لمحت في كتابها إلى دور لإدارة (باراك أوباما) في إنشاء داعش أو ISIS الدولة “الإسلامية” في العراق و سوريا.
الآن لم تعد دولة و إنما مجموعات إرهابية تغطي أجزاءً من العراق و سوريا
و مالي و نيجيريا /باكو حرام و جهات في غرب و في شرقي إفريقيا.
لم يصدر بيان واضح على الأقل من الدواعش عن حل الدولة. يمكن أن نفترض بأن مموليها أشاروا عليها بذلك.
يُرجح أن إدارة (أوباما) كان لها أهداف. أهمها: ضرب الوسطية الإسلامية بالتطرف الداعشي الذي لا أساس له في الإسلام. الهدف الثاني خلق بعبع لواشنطن /
“لإسرائيل” في الشرق الأوسط. و بما أن لكل هدف غاية فإن غاية واشنطن هي السيطرة و هذا تحقق جزء منه باحتلال منابع النفط في الشمال الشرقي السوري و حراسة القواعد الأمريكية في العراق أو هكذا يشاع على الأقل.
أختم بالقول: إن السياسة الدولية لا تحكمها الأخلاق الإنسانية النبيلة و إنما تحكمها و تتحكم فيها الأخلاق المكيافيلية الخبيثة التي تشدد على أن الغاية تبرر الهدف أو الوسيلة و أن القاتل عليه أن يمشي في جنازة ضحيته و أن الأهم الوصول لغاياتك؛ بصرف النظر عن الوسيلة؛ تقتل أو تيتم أو تسرسر أو تتاجر بالبشر أو تتاجر بالبغاء. الأهم أن تصل لغاياتك و هي؛ السيطرة و الهيمنة و الإخضاع و الثراء السريع إلى آخره بصرف النظر عن الوسيلة. هذا موجود على امتداد الخريطة الأرضية بوضوح مدوٍّ صارخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى