مسيرة،، الأسطورة زياد الرحباني حفرت عميقا في وجدان اللبنانين وكل الأحرار- حسن سلامة

الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامه .
…………….
مسيرة،، الأسطورة زياد الرحباني حفرت عميقا في وجدان اللبنانين وكل الأحرار : من يتناسى ويقفز فوق الدور الطليعي ،،الثوري وألاممي يتعامى عن التحول الراسخ للراحل الكبير لقائد إستثنائي في المقاومة .
………….
*المتباكون من أرباب الطائفية، ،والمرتمون في الحضن يذرفون دموع التماسيح، وأما موقف أهل السلطة تعبير ” مش ولا شي ..” ،،يازياد سلم عالسيد .
.
………….
وقع غياب الفنان _ الأسطورة زياد الرحباني كالصاعقة على اللبنانين حتى خصومه ،،وكل من إنتقد طائفيتهم ومذهبيتهم ونظامهم المتوحش ، وما يختزله من نهب وسرقات وكذب بمقولة كاذبة سميت ” عيش مشترك ” ، وحتى أولئك الذين حاربوا زياد وكل مسيرته الفنية وما حمتله من معارك نضالية بمواجهة من إرتموا في الحضن و توحش الأميركي وإرهاب الإسرائيلي، من لبنانيين وغير لبنانين ،جاؤوا وعزوا بالراحل زياد الرحبانى ،،فحتى مي شدياق قامت بالتعزية ، مع اليقين أن هناك الكثيرين حضروا نفاقا وكذبا ،، فهل يدرك هؤلاء مدى الحب والإحترام الذي حمله الراحل الكبير زياد الرحباني ،، حتى أخر لحظة من حياته ،، لشهيد فلسطين واحرار العالم ،،السيد حسن نصرالله، ،وكل من حمل راية المقاومة بوجه المحتل الإسرائيلي ومن خلفه الولايات المتحدة وأنظمة الغرب الإستعماري ،، إم أنهم جاؤوا للعزاء نفاقا وكذبا ، ،هذا عدا مع ما مثله زياد من ثائر إممي ، حيث قارب دائما الواقع اللبناني والعربي والعالمي بنهج نقدي ،،ثوري ،،رافض لكل ما رسخه الإستعمار القديم والجديد، من قهر وإستبداد وإحتلال ، ،وواجه كل أشكال المذهبية والطائفية التي مثله النظام اللبناني وأحزابه المذهبية وتلك التي إرتضت لنفسها بأن تكون أداة رخيصة عند الإسرائيلي والاميركي وأنظمة التعفن في العالم العربي.
أما عن الدولة اللبنانية، ، وتعاطيها ،،مع غياب زياد الرحباني ،، وكأن الأمر لا يعنيها ،، والفضيحة الأكبر لدولة توم براك ،،، فهو في طمر مسؤوليها رؤوسهم في الرمال ،،عندما وصل المناضل الكبير. جورج عبدالله إلى مطار بيروت ،،بعد 41 عاما من سجنه الظالم ، ،حتى أن حكومة نواف سلام ومعها كل المسؤولين وجوقة عوكر ، ، فوقع إطلاق سراح المناضل عبدالله ،، على رؤوسهم ،،كما حجارة سجيل ،، إنها دولة ،، ولا شي “،، تيمنا بمقولة الراحل زياد الرحباني . إنها اللادولة ، وإذا ما أعطيناها مواصفات إيجابية ،،نقول : إنها دولة المزارع الطائفية ،، دويلة المندوب السامي الجديد توم براك .
ولعل ، الخاسر الأكبر وربما الوحيد من غياب الإسطورة ،،زياد الرحباني ،هم رفاقه وأصدقائه ومحبيه ، ،وعلى كل المناضلين والأحرار في لبنان و العالم العربي وكل من وجد في مسيرة زياد وما شكله من ظاهرة إستثنائيه لا جل التحرر والخروج من تبعية الهيمنة الأميركية ،، فزياد إستخدم المسرح والكلمة والاغنية وحتى الموسيقى ،،كأداة نقد لا ذاعة لكل الطائفين في الداخل وكل المرتمين في الحضن الأميركي _ ألإسرائيلي وحضن الإستعمار والرجعية العربية ،،فكان عبر هذا النقد الإجتماعي والسياسي وما إختزلته مسرحياته وأغانية من مقاربة يومية لخطر النظام الطائفي ومن يسير معه ويكفي الإشارة إلى أحدى اغنيته بعنوان ” الطائفية ،،الطائفية ،خلي إيدك عالهوية ” واللائحة لا تنتهي،، فجاءت مقاربته في المسرح وألأغنية والكلمة والموسيقى لتصف الواقع اللبناني الحزين ،بفكاهة عالية الدقة وبإسلوب السخرية والعمق فر معالجة الواقع اللبناني ،، كما أستشعر مسبقا خطر كيان العدو وداعمية ، ،من خلال عبارات تحولت لأنشودة يوميا لملايين وملايين من الناس في ” فيلم أميركي طويل ” وغيره ، وهو بمسيرته التي لا تقارن مع أي الأخرين عالج قضايا الحرب الأهلية، ،الفساد ، الطائفية ،،العدالة الإجتماعية وقضايا المواطن اليومية، ،وايضا قضايا التحرر والنضال ضد الإستعمار القديم والجديد وضد الصهيونية، ،حيث كان مقاوما عنيدا من موقعه الاستثنائي ،،فكان من في طليعة رفاقه من الشيوعيين ،،فشكل أيقونة في النضال ، إلى جانب مدرسته الجديدة في المسرح والأغنية والموسيقى ، ولعب الراحل دورا كبيرا في تغيير طبيعة أغاني والدته السيدة الكبيرة فيروز ،،،وعشرات من الفنانيين .
ومما سبق ، جاءت مقاربة الراحل زياد الرحباني لنظام الطائفية والطائفين في لبنان ،،وحمله راية الفقراء والمقهورين في لبنان والعالم العربي والعالم ،وفي الأساس قضية المقاومة ضد المحتل الإسرائيلي وداعمه الأميركي، ،من المقاومة في لبنان منذ السبعينات ،،إلى جبهة المقاومة الوطنية ، ولا حقا المقاومة الإسلامية وفي الأساس أيضا نضال الشعب الفلسطيني ومقاومته منذ السبعينات وحتى اليوم ونضالات كل شعوب الأرض ،،ولذلك ، العنوان الاول والوحيد لكل مسيرته ،،فكان زياد عبر مسيرة الحافلة بالفعل الثوري و وما حفره في عقول محبيه وكل اللبنانين والملايين في العالم العربي والعالم ،،إن من حيث إلتزامه الأممي بنضال الطبقة العاملة والمعدومين والاحرار من أجل الحرية لكل شعوب الأرض، ،فشكل إنتمائه والتزامه بالفكر الماركسي عبر الإنتساب للحزب الشيوعي اللبناني، ،والنضال الدائم والمستمر في مواجهة عدوانية المحتل الإسرائيلي واطماعه ،،فكان دائما في قلب صفوف المقاومة من موقعه الأممي وموقعه كفنان ملتزم ،، عبر كل عمله في المسرح وفي الموسيقى وكل كتاباته من وسائل إعلام وطنية مختلفة مثل جريدة السفير وبعدها جريدة الاخبار وفي كل المقابلات التي أجريت معه وتتعدى المئات .
ولا شك إن زياد ،، حمل ولدت معه العبقرية ،،فكشف عنها ،،منذ سنوات الطفولة ، وكان لوالده الفنان الراحل الكبير عاصي الرحباني وما شكلته والدته السيدة الاستثنائية فيروز ، كانا لهما دورا كبيرا في توجيهه وتشجيعه خاصة في سنواته الأولى ،،،لكن الأكثرية يتناسون ،، عمدا أو جهلا ،،أن زياد صقل عبقريته بأفكار الماركسية وحملتها تجارب شعوب العالم ،،منذ ما بعد الحرب العالمية الاولي ،،ومن ثم الحرب العالمية الثانية ، وما تلى ذلك ، من وجود نظم إشتراكية في حينه ، ،فتشبع من هذه الأفكار ومن نصالات لشعوب المقهورة والمستعمرة ،، وإنتهاء بتجربة اليسار اللبناني وما شكلته مرحلة السبعينات وما بعدها ،،من محطات نضالية كبرى، ، وبالأخص المقاومات في لبنان وفلسطين بمواجهة الإغتصاب الصهيوني ونازيته ،،،وكل من يحاول إنكار هذا التاريخ لزياد الرحباني ، ،وما إنتهته من صقل أفكار وتجربة وأعمال زياد الفنية بكل تجلياتها ،،يتعمد تجاهل تاريخ زياد ومسيرته وإلتزامه الراسخ حتى أخر لحظة من حياته ، ، حتى أن هذا الإلتزام المبدئي ،،كانت له نتائجه لا حقا ، على مسيرة السيدة فيروز وما قدمته من أغاني لا تحتاج لعناء كثير لتأكيد القناعة لدى السيدة فيروز وإنحيازها لما يمثله الراحل إبنها زياد ،، من إنتماء للخط الداعم للمقاومة ونبذ المذهبية ،،وأيضا شقيقتة السيد ريم الرحباني .
ولذلك ،، بقي زياد الرحباني وفيا لمبادئه وتاريخه النضالي من موقعه وتجربته الفنية الاستثنائية وما حملته من محاكاة للسان حال الناس ، ،وهمومهم ، ،ومن خلال ما حققه من عبقرية غير مسبوقة في مسرحياته وأغانية وكلماته وطريقة إنتقاده ،،إلى جانب دوره في مواقع نضالية أخرى ، لعب زياد دورا كبير في كل نضالات اليسار اللبناني وفي إقتناع الالاف بالمبادىء التي ناضل لأجلها .
والمهم التأكيد انه ، ،بعد غياب زياد ،، ماشعر به أكثرية اللبنانيين من خسارة مثلها غياب زياد الرحباني ،،وهو ما عبرت عنه جهات سياسية مختلفة، ،وكتاب وفنيين وإعلاميين ووسائل إعلام ،، ومئات الاف اللبنانين والعرب ، فهؤلاء جميعا إلتقوا على ما شكلته بمسيرة زياد الاستثنائية في مجال المسرح وما شكلته مسرحياته من تأثير يومي على حياة اللبنانين ، فكانت دائما حديث الساعة ولسان حال المواطن في كل موقع وساحة ،،لما حمتله من نظرة ثاقبة للواقع اللبناني وما هو متوقع مستقبلا ،،وايضا في مجال النهضة الموسيقية التي عبر عنها زياد في العقدين الماضيين .
لكن الملفت هنا ، أن الكثير من هؤلاء حاول ،تشويه أو تناسي تاريخ زياد الرحباني ،،من حيث إلتزامه السياسي وإيمانه الراسخ بالفكر الشيوعي والأممي ،، ومسرته الطويلة في النضال من داخل الحزب الشيوعي ،ومن بين هؤلاء من هم ملتزمون بفكر المقاومة ،،، حيث تناسى هذا البعض أن مسيرة زياد الفنية الصاخبة والطويلة وذات القيمة العالية جدا ،،، إنبثقت عن فكره وإلتزامه ونضاله ، ،الأممي والشيوعي ، حتى أن هناك بعض البلهاء ،، ذهب لتسويق فكرة أن هناك أكثر من طرف سيحاول ،، تبني زياد وتاريخه النضالي ومسيرته الفنية ،،التي يصعب تكرارها ، ،بحيث تناسى هذا البعض ما كان عليه زياد طوال أكثر من 50 عاما ،،وما كان يؤكد عليه في كل مسرحياته وكتاباته والمقابلات التي أجريت معه ، ،على إلتزامه الدائم كمناضل من قلب الحزب الشيوعي اللبناني ،،بحيث شكلت مواقف زياد ونضاله جزءا من تاريخه كمقاوم من الموقع الذي كان يمثله ويشغله ،،وبالتالي فإرتباطه بالمقاومة ألإسلامية ومع الشهيد الكبير السيد حسن نصرالله ، خاصة بعد إنتصار تموز عام 2006 ،،لم يكن من خارج إلتزامه الحزبي والسياسي والأممي ،،بل إن كل ذلك ،،شكل المدماك الأسمى الذي إرتبط بتاريخ وحياة زياد الرحباني ،،وبكل ما خرجت به مسيرته الفنية والنضالية ،،بما في ذلك ،،دفاعه عن المقاومة ألإسلامية وما كان يمثله الشهيد حسن نصرالله ،،وايضا بدعمه وإرتباطه بنضال ومقاومة الشعب الفلسطيني ،،وكل الأحرار في الوطن العربي والعالم .
وأخيرا، ،حبذا لو أن البعض من الطائفيين والمذهبيين الذين يحاولون اليوم سرقة تاريخ زياد الرحباني ومسيرته الاستثنائية، ،وأن يذرفوا دموع التماسيح عليه ،،، لو أخذوا في حياته ، ،ولو متأخرا بعد غيابه ، ،ماكان يحمله وينادي به ، حتى بح صوته ، ،عندما تحدث عن زمن الطائفية ، ،أم أولئك المراهنين على الإسرائيلي والاميركي ،،من سياسين وإعلاميين ووسائل إعلام ،،فحياة هؤلاء لا تعرف سوى الخداع والنفاق.
ومن المهم التوضيح أيضا ،، إنه رغم ما أصاب زياد من إحباط ،،بعد ألذي حصل مع اليسار في لبنان والعالم ،،،بقي ثابتا في أمميته وفي إيمانه بالفكر الماركسي وإيمانه بأن المقاومة ، مهما كانت تسميتها ،،هي الممر الوحيد لتحرر لبنان وكل الشعوب العربية من الهيمتة الأميركية وعدوانية المحتل الإسرائيلي ، فكان مع جبهة المقاومة الوطنية ومع مقاومة الشعب الفلسطيني ، ولا حقا وقف من موقعه الاممي مع المقاومة الإسلامية وكانت مسرحية ” فيلم أميركي طويل ” ومئات المقالات والمقابلات تعبيرا واضحا عن مقاومته من الموقع المتقدم إلذي إختاره لنفسه ،، وإن طريق تحرر الشعوب مدخلها الخلاص من النظام الرأسمالي المتوحش ، ومن أنظمة العفن والمذهبية والنهب ،،وهو ما تمثل في أكثر من مسرحية ومئات المقالات والمقابلات ،،فلم يساوم يوما ، ،أو يتراجع عن ذرة من مبادئه وأمميته ووقوفه مع المظلومين والمقهوريين والمستعبدين .
زياد العبقري ،،ايقونة النضال والكلمة والفن والمسرح والموسيقى ,, كل ذلك شكل رؤيته، ،الأممية والماركسية ووقوفه الدائم مع المستعبدين والمقهورين . إنه كل شيء جميل ،،كل ما أبدعه الله في الإنسان .




