هدايا “عيد المساخر” العبري من اتحاد منظمات الهيكل لشرطة الاحتلال في الأقصى تذكر بحكاية اختراق وشراكة على مدى عقود

تقديراً لدورها في تسهيل اقتحام “المساخر العبري”، وزع اتحاد منظمات الهيكل هدايا “عيد المساخر” على شرطة الاحتلال في #المسجد_الأقصى وما حوله. وجاءت هذه الهدايا موقعة باسم “إدارة جبل الهيكل” حيث تعتبر هذه المنظمات أنها هي من تدير المكان بوصفه هيكلاً وليس مسجداً بزعمها، وتحرض ضد الأوقاف الإسلامية باعتبارها “قوة احتلال”، ولذلك تعمل مع شرطة الاحتلال بكل جد لتقويض دور الأوقاف الإسلامية في المسجد الأقصى المبارك.
يذكر أن بنية وطبيعة شرطة الاحتلال في المسجد الأقصى شهدت تغييراً مستمراً، حيث استحدثت في 2008 قوة خاصة تحمل اسم “قوة جبل الهيكل” يقارب قوامها كتيبة كاملة لتتولى المسؤولية عن فرض الاقتحامات في #الأقصى ومرافقة المقتحمين، وكان تيار الصهيونية الدينية الذي تنتمي إليه تلك المنظمات قد بدأ عملية اختراقٍ عميق لجهاز الشرطة سمح لأفراده اليوم بأن يتولوا مواقع حساسة مثل منصب مفوض الشرطة العام في الكيان الصهيوني الذي يشغله المتطرف داني ليفي، ومنصب قائد شرطة القدس الذي يشغله المتطرف أمير أرزاني الذي سبق أن كان قائد شرطة البلدة القديمة والمسؤول العدوان عن المسجد الأقصى بين عامي 2021-2023 وعن السماح بصلاة اليهود العلنية فيه، وهو ما يفسر تكامل الأدوار المتزايد بين الطرفين.
ولطالما كانت منظمات الهيكل المتطرفة تنظر إلى شرطة الاحتلال باعتبارها الوسيلة الأساسية لتغيير الواقع وفرض التهويد في المسجد الأقصى، ولذلك عملت بشكل حثيث على إدخال أعضائها ضمن كوادر الشرطة، وحافظت على علاقات إيجابية وتقاطع دائم للمصالح مع وزراء الأمن الداخلي المتعاقبين الذين يتولون المسؤولية عنها، ومن بينهم حليفها الأبرز والأطول عمراً في المنصب جلعاد أردان، وصولاً إلى تولية أحد أعضائها -إيتمار بن غفير- هذه الوزارة، وهذا الوزير كان يعتبر أن تنفيذ مطالب تلك الجماعات في الأقصى جزءٌ أساسي من برنامجه الانتخابي الذي عمل على تنفيذه لتأمين مستقبله السياسي.