جعجع: لا لزوم بعد عشرة اشهر لحرب الاسناد فالحرب العسكرية انتهت

اكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، خلال مؤتمر صحافي عقده في معراب، تناول فيه الوضع في الجنوب والوجود السوري غير الشرعي في لبنان، ان “الحكومة اللبنانية ترتكب خيانة عظمى في احداث الجنوب، ولا سيما انها المسؤولة عن الشعب اللبناني وليس حزب الله، حتى لو كانت حكومة تصريف أعمال”، وطالبها “بوجوب اتخاذ قرار سيادي في ملف الوجود السوري غير الشرعي في لبنان يقتضي بتوصيف السوريين المتواجدين فيه كأي اجنبي آخر، ليقوم الأمن العام اللبناني بمهامه بترحيل المخالفين انطلاقا من القوانين اللبنانية والدولية والاتفاقية الموقعة مع “المفوضية السامية للامم المتحدة” في العام 2003 والتي تؤكد ان لبنان ليس بلد لجوء”.
واستهل جعجع مؤتمره بالتطرق الى التحقيقات في اغتيال منسق منطقة جبيل في “القوات” باسكال سليمان في 7 نيسان الماضي، كاشفا انه “بسبب البطء في الادارات اللبنانية، استُكملت في الأمس الاجراءات الادارية
وصل الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكستين حاملاً معه مقترحات بسيطة جال بها على رئيسَي مجلس النواب والحكومة الا انه ينتظر الجواب في الحقيقة من “حزب الله” غالبا عبر وسطاء، او عبر الرئيس نبيه بري. وقال: تربطنا بالحكومة اللبنانية صداقات مع بعض اعضائها، ولكن هذا لا يعني التغاضي عن ارتكابها خيانة عظمى لجهة ما يحدث في الجنوب اللبناني، فهي المسؤولة عن الشعب، ولو انها حكومة تصريف اعمال ومعنية بالموضوع ولو انها لن تتمكن من التأثير. ففي المواضيع الطارئة والخطيرة انها حكومة “كاملة الاوصاف” وعليها تحمل المسؤولية، نظريا واعلاميا وسياسيا على الأقل، بدل ان تكون صدى لما يقوم به “حزب الله”، من خلال قبولها بالتصرّف وكأنها غير موجودة، فيما يتفاوض اطراف اجانب مع اطراف لبنانيين امام أعينها”.
وجدد التأكيد “انه ليس في خصومة مع الحكومة اللبنانية الحالية، لكن وفق رؤيته للأمور، يعتبر ان الحكومة لا تتصرف كما يجب، فيما الشعب اللبناني في حالة ترقب و”على اعصابو”، وفي الوقت الذي تخطى فيه عدد الشهداء والقتلى في الجنوب الـ550 قتيلا تقريبا الى جانب آلاف الجرحى والخسائر المادية”. وبالتالي شدد على “وجوب تسلم الحكومة زمام الأمور كما يجب من خلال البدء بتحديد المسؤوليات والتواصل مع هوكستين والاطلاع منه على اقتراحه ومناقشته، ولا سيما انه يتمثل بإنهاء الوضع في الجنوب اذا تم تطبيق القرار 1701 كاملاً بمراحله المتعددة، بدءاً من الخطوة الاولى اي انسحاب “حزب الله” لمسافة 8 أو 10 كيلومترات عند الحدود الجنوبية واستلام الجيش اللبناني لهذه النقطة”.
ورد على “الاصدقاء في حزب الله الذين اعلنوا ان جبهة الجنوب فتحت كإسناد لجبهة غزة ولالهاء جزء من جيش العدو على الجبهة الشمالية”، قال جعجع: “في الحقيقة تبين انه منذ 10 اشهر، كل ما يمكن ان يُرتكب في غزة قد ارتكب بغض النظر عن عملية الاسناد التي ادعى “الحزب” انه يقوم بها. والأهم اذا سلمنا جدلا اننا كنا بحاجة اليها في المراحل الاولى من الحرب لإلهاء وحدات الجيش الاسرائيلي، فاين اصبحت الحرب اليوم؟ في الواقع ان الحرب العسكرية انتهت ولم يبقَ سوى تطويق غزة لمنع المساعدات وبعض العمليات الخاصة لمتابعة القيادات والناشطين في حماس، وبالتالي لا لزوم بعد الآن لحرب الاسناد هذه”.
وتابع: “ما يقوم به الحزب على الحدود ما هو الا مساندة لاستراتيجية إيران في المنطقة، كي يكون لديها الحضور والوجود الذي تحتاجه، ولكن في كل الاحوال لا يجوز للحزب التصرف بمصير اكثرية الشعب اللبناني من دون موافقته. وهنا من جديد أحمّل الحكومة اللبنانية المسؤولية، وعليها اتخاذ موقف واضح من هذا الموضوع ووضع الامور في نصابها الصحيح”.
وانتقد “رئيس القوات” من يشير الى ان “اسرائيل لا تريد تطبيق القرار 1701، اذ ان عدم رغبتها بذلك امر مؤكد، باعتبار انه ليس من مصلحتها وهذه حقيقة معروفة. وسأل: “لماذا نريد مساعدتها في ذلك، عبر رفضنا لتطبيقه، وخلط “الحابل بالنابل” ليعتقد البعض “انك واسرائيل تخرّبان” الوضع على الحدود الاسرائيلية؟ في الوقت الذي اذا ما بدأتَ بخطوات عملية في تطبيق هذا القرار سيظهر “الخيط الاسود من الابيض” ويُعرف المعرقل الحقيقي”.