تصاعد ألإنتقام والتطرف ينذر بإشتعال الحروب وتقسيم سوريا/ حسن سلامة

*حسن سلامة – صحافي وكاتب سياسي*
تصاعد ألإنتقام والتحريض المذهبي والتطرف ينذر بإشتعال الحروب المذهبية وتقسم سوريا :هل إستسلم النظام الجديد أمام تناتش الطامعين بأرضها ووحدتها !.
………… …………..
مع سيطرة هيئة تحرير الشام ( قبل ذلك جبهة النصرة ) على مقدرات السلطة في سوريا ،وبعيدا عن أي مواقف مسبقه من الهيئة وما تمثله من حيث توجهاتها السياسية والدينية وما هي عليه من إرتباطات إقليمية ودولية ،،يبقى السؤال ،،هل تستطيع الهيئة وما تمثله ومن يحركها من دول خارجية ،،أن تواجه سلسلة الأزمات والتداعيات الخطيرة التي دخلتها في كل ما تمثله الهيئه إرتباطا بالتنوع السياسي والطائفي ،وما يهددها من خطر التقسيم وخطر دخولها في حروب بين المكونات المسلحة حتى مع ألإعلان عن إنضمام هذه المكونات إلى جيش نظام بديل عن الجيش السوري الذي تفتت وبالتالي ماهو مستقبل وحدة سورية ومكانتها في مواجهة العدو الصهيوني وما يمثله العدو من خطر غير مسبوق على وحدة سوريا ودورها وضرورة بقائها ساحة مواجهة أساسية للمشروع الصهيوني ـ الأميركي ؟
في الفترة الإنتقالية ،،التي يفترض أن لا تستمر طويلا قبل تشكيل نظام جديد في سوريا وفق أليات دستورية وقانونية معترف بها ،،لا بد من طرح جملة خطيرة من ألأسئلة الكبيرة وفق ماسبق ذكره و التي على أساسها سيتحدد مسار الواقع الداخلي في سوريا ،،وما وصلت إليه من مخاطر التقسيم والحروب المذهبية .
وإنطلاقا مما سبق لا نريد التحدث هنا بسؤ نية ولا بطبيعة القوى التي بدأت تشكل النظام الجديد في سوريا ،بل نريد الحديث عن بعض عناوين المخاطر التي تواجه النظام الجديد على المستوى الداخلي ،،على أن نتناول في بحث لاحق ما تواجهه سوريا ،،من مخاطر خارجية،، بغض النظر عن التحديات المصيرية في كل الشؤون الداخلية ،، ومن أبرز المخاطر الداخلية يمكن التوقف عند الأتي :
ـ طبيعة تأقلم مكونات النظام الجديد مع التنوع السياسي والمذهبي ،،وإستطرادا إشراك كل هذه المكونات في بنية النظام الجديد ،،وإحترام الحريات العامه والخاصة ،،بعيدا عما شهدته سوريا منذ إنهيار النظام السابق .
ـ وقف كل أعمال الإنتقام والقتل وإلإغتيالات بحق من يسمونهم ” أنصار النظام السابق ” ،،إلى جانب وقف التعدي والتصفيات وكل أشكال التعديات المذهبية ،،في وقت بدأت الساعات الماضية تشهد توسعا لكل انواع التحريض المذهبي والإنتقام بحق الأقليات المذهبية ،وبخاصة المسيحين والعلويين ،،والأخطر أن كل وسائل الإعلام الغربية وجزء كبير من الإعلام العربي يغطي على هذا الإجرام وهذه التصفيات ،،بينما بدأت بعض المحطات المعارضة للنظام الجديد تنشر فيديوهات تتضمن عمليات تصفية بطرق إجرامية بحق من يدعون من أنصار النظام السابق .
ـ لا مؤشرات حتى اليوم ،،في الحد الأدنى ،، لقدرة النظام الجديد على نزع صبغة التطرف على القسم الأكبر من المجموعات المسلحة ،،وما حصل في الأيام الماضية ،، لتسويق إنتهاء هذه النزعه المتطرفة لم يتجاوز المواقف العامة ،،عى غرار ما كان أعلنه المقرر العام للنظام الجديد أحمد الشرع ،،وما حصل في الساعات الماضية في حمص وطرطوس وحماه واللاذقية وغيرهم دليل على ذلك،عدا عن مسألة المسلحين من أصحاب السوابق الإرهابية من أكثر من 40 جنسيه ،، والأمر نفسه تمارسه في هذا السياق ،، عدد كبير من وساىل الإعلام تساهم بدور غير مسبوق في عمليات التحريض ،، والتغطية على ما يحصل من إنتقام وتصفيات و بينها محطات ووسائل إعلام لبنانية ،،معروفة التوجه والتمويل .
ـ ليس بعيدا عما سبق ،،فمن أخطر العناوين الداخلية التي تحمل مخاطر كبيرة على وحدة سوريا ،طبيعة تعاطي النظام الجديد ومن خلفه داعميه ،،مع المناطق التي تسيطر عليها التنظيمات العسكرية المنتمية ل ” قسد ” وغيرها.
ومن كل ماسبق وعناوين أخرى داخلية تحمل الكثير من المخاطر ،،التي تؤشر لما تنتظره سوريا من خطر تفجر حروب مذهبية ،،بل وحتى بين جهات من نفس المذهب وحتى بين المسلحين أنفسهم .أما ألأخطار الخارجية المحيطة بسوريا فحدث ولا حرج ،،وسنعود للحديث عنها قريبا .