تقارير ودراسات

صحيفة اسرائيل اليوم : فرصة إسرائيل الذهبية.. من الجولان إلى دمشق لإسقاط الأسد وجيشه

حين تنشغل روسيا بأوكرانيا والنظام السوري مضطرب، تكون أمام إسرائيل فرصة نادرة لقطع مسار السلاح الإيراني الذي يغذي حزب الله.

في النزاع المتواصل بين إيران وحزب الله وإسرائيل، نقطة أرخميدية تتيح تغييراً جذرياً للوضع الراهن وخلق واقع جديد. ففي السنوات الأخيرة، نجحت إيران في تثبيت نفوذها على طول المنطقة في العراق وسوريا ولبنان، فخلقت “طوق نار” حول إسرائيل. أعداء إيران مثل “داعش” والسعودية والعراق، ضعفوا جداً أو أوقفوا صراعهم ضدها، مما سمح بتعميق سيطرتها في الشرق الأوسط. نقطة الانعطافة التي ساعدت في التوسع الإيراني هي سقوط نظام صدام حسين في العراق.

نظام صدام السُني شكل فاصلاً في وجه تطلعات إيران الشيعية، وبخاصة في ضوء خصومة تاريخية تمتد 1400سنة بين الشيعة والسُنة. قاتل صدّام إيران ثماني سنوات، لكن فتحت أمام إيران فرص جديدة بعد سقوطه: بدأت تعزز مكانتها في العراق، ولاحقاً وسعت نفوذها إلى سوريا ولبنان في ظل التعاون مع حزب الله ونظام الأسد.

الآن، حين يكون الروس مشغولين بالمعارك في أوكرانيا، ونظام الأسد متعلق بشعرة رفيعة، وإسرائيل التي تكاد تكون وحدها أمام التوسع الإيراني، يمكنها الضرب في اللحظة المناسبة. ربما يكون إسقاط نظام الأسد كفيلاً بأن يسمح لإسرائيل وحلفائها بإضعاف سيطرة إيران في المنطقة وتقليص نفوذ حزب الله.

إن ضعف روسيا في الشرق الأوسط بالذات، فرصة ذهبية لإسرائيل. وإن مناورة عسكرية إسرائيلية سريعة من هضبة الجولان إلى دمشق وإسقاط قوات النظام وبواقي الجيش السوري، سيحقق هذا – وبالتوازي، توريد السلاح والمال إلى جماعات الثوار في جنوب سوريا وشمالها كي يقاتلوا القوات الإيرانية المتبقية في سوريا، بمن فيهم حزب الله وميليشيات أخرى.

إن قطع سوريا عن المحور الإيراني سيؤدي إلى قطع أنبوب التنفس عن حزب الله – مسار التوريد الذي يتضمن السلاح والمقاتلين والبضائع، التي تتدفق من سوريا إلى لبنان. إذا تدخلت إيران لحماية نفوذها في سوريا في وجه قوات الثوار، ستكون مطالبة بنقل قوات ومقدرات أخرى إلى سوريا، ما يقيد قدرتها على العمل بالتوازي ضد إسرائيل في ساحات أخرى.

ينبغي التخطيط لمثل هذه الخطوة في ظل مراعاة رد فعل تركيا، التي لها مصالح متضاربة في المنطقة: خصومة تاريخية مع روسيا وعدم استعداد لأن تكون شريكاً كاملاً في خطوات إسرائيلية. بالتوازي، فإن دعماً متزايداً لقوات سورية في العراق ربما يصل من دول الخليج وعلى رأسها السعودية، كفيل بتشديد الضغط على إيران.

إن إسقاط نظام الأسد كفيل أيضاً ببعث أمل لجماعات مقموعة في المنطقة وبخاصة إيران نفسها. والاضطراب المدني كفيل بضعضعة استقرار النظام الإيراني وتصعيب مواصلة تثبيت مكانة نفوذه في الخارج.

ومع ذلك، يدور الحديث عن خطوة حساسة وذات مخاطر كبيرة تتطلب تخطيطاً حريصاً، وإدارة مخاطر، وتعاوناً وثيقاً مع حلفاء إقليميين ودوليين. فهل ستنجح إسرائيل حقاً في استغلال الفرصة المميزة وتغير ميزان القوى، أم أنه رهان سيزيد المنطقة تعقيداً؟ الجواب هو: من سيصمم وجه الشرق الأوسط في السنوات القريبة القادمة؟

 د. كفير تشوفا- اسرائيل اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى